في إطار الدعم العربي.. الإمارات تخصص 5 ملايين دولار دعماً لجهود إعادة الإعمار في غزة
في إطار الدعم العربي.. الإمارات تخصص 5 ملايين دولار دعماً لجهود إعادة الإعمار في غزة
في إطار الدعم العربي للقضية الفلسطينية وإغاثة أهل غزة في محنتهم الإنسانية والدامية، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تخصيص 5 ملايين دولار لدعم جهود كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ.
وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن ذلك يأتي في إطار سعي دولة الإمارات إلى دعم العمليات الإنسانية التي تقوم بها الأمم المتحدة في قطاع غزة ومساندة سيغريد كاغ في جهودها لتخفيف وطأة معاناة أهالي غزة، وتعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة لاحتياجاتهم.
والتقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الجمعة بالسيدة كاغ، والتي تقوم بزيارة للإمارات، حيث جرى بحث الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة جراء الحرب، وسبل التعامل مع تداعياتها بوتيرة متسارعة ومنسقة بما يسهم في تخفيف معاناة المدنيين وتلبية احتياجاتهم.
وشدد الشيخ عبدالله في هذا الصدد على ضرورة وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أية عوائق، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية.
الدعم الأخير لدولة الإمارات سبقه حملة إغاثة إماراتية عقب اندلاع أحداث السابع من أكتوبر حيث تم تخصيص مبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كما تم تنظيم جسر جوي لنقل المساعدات الطبية العاجلة إلى مدينة العريش في مصر ليتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وذلك لتقديم الدعم الإغاثي للشعب الفلسطيني بجانب تنظيم حملة لاستضافة ألف طفل فلسطيني وذويهم لعلاجهم في الإمارات.
وتم تنفيذ عدد من المبادرات في هذا السياق ومنها حملة "تراحم من أجل غزة" بمشاركة المؤسسات الإنسانية والخيرية ومراكز التطوع والقطاع الخاص وكافة أطياف المجتمع في الدولة، ووسائل الإعلام بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي وكذلك عملية "الفارس الشهم 3" بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة وخاصة الأطفال.
الموقف الإماراتي الداعم لم يكن الوحيد عربيا حيث تبارت العديد من الدول في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للشعب الفلسطيني في غزة، ومنها السعودية ومصر والأردن والعراق والكويت وقطر والجزائر.
ويتم إدخال جميع المساعدات التي يتم السماح بها من جانب إسرائيل عبر معبر رفح الحدودي بالتنسيق بين الهلال الأحمر المصري ونظيره الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا.
وبحسب السلطات المصرية، بلغ إجمالي عدد الطائرات التي وصلت إلى مطار العريش منذ 12 أكتوبر الماضي 547 طائرة تحمل مساعدات من عدد من الدول العربية والأجنبية والمنظمات الإقليمية والدولية، من بينها 447 طائرة حملت أكثر من 15 ألف طن من المساعدات المتنوعة ومواد الإغاثة إلى قطاع غزة مقدمة من 50 دولة عربية وأجنبية ومنظمة إقليمية ودولية، بجانب 100 طائرة حملت وفودا رسمية وتضامنية قامت بزيارة معبر رفح ومخازن المساعدات بالعريش والجرحى الفلسطينيين في مستشفيات شمال سيناء.
العدوان على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 27 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 66 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 520 من الضباط والجنود منهم 186 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.